بداية رحلة الأشواق

بداية رحلة الأشواق
من قصيدة : توحيدة

الخميس، 20 نوفمبر 2008

الناس في بلادي

الناس في بلادي
اعتادوا الخوف ..يستنشقونه مع دخان "اصطباحتهم" ويرونه في أحلامهم الليلية
اعتادوا الفقر كبرنامج يومي ادمنوا فقراته ولايسعون لمتابعة سواه ولايجرؤون أن يغيروا القناة

الناس في بلادي.. مطحونون كذلك البن البرازيلي ذي التحويجة المعتبرة الذي يحتسونه نظرا لاحتراق الأعصاب وجوع الشرايين التي امتصت دماؤها
ذائبون في آنية الضياع كالشاي الذي غلوه عدة مرات وتائهون في شوارع محفورة علي جدران القلوب ولكن شابت العقول،

الناس في بلادي.. يتدافعون على خبز لايكرمونه ويتزوجون نساءا يشتهونهن ولا يسكنون إليهن ويشربون ماءا لايروي ظمأهم
خبثاء في ثياب الطيبين وطيبون في ثياب العافين عند المقدرة وقادرون ادعوا ضيق ذات اليد وماجنون ادعوا الاستعصام ومساكين صدقوا ماادعاه المدعون

الناس في بلادي ..ضاقت بهم أحلامهم البسيطة في أرضهم الواسعة وصارت احتياجاتهم العادية مشاريع مؤجلة لأجل غير مسمى وأصبحوا آدميين مع وقف التنفيذ.

الناس في بلادي يبكون بغير دموع فقد تحجرت العيون ويشتاقون بلا أحضان ويلطمون بلا أيدي ولاخدود _ولا حدود للأحزان
الناس في بلادي ينتظرون ولكني اشفق عليهم ألا يأتي من ينتظرون!!

بقلم:شيرين عبدالله-نشرت في جريدة الحياة 21-6-2008